,
,


كما أخبرتكم ولازلت أخبركم
" أني مبتدأه جداً .. فتحملونا و أخطائنا النحوية واللغوية "




فتيل الفاصلة كاد أن ينطفئ لينتقل لعالم النقطة
نفخنا ونفخنا لعله يستعيد بعض من هيئته السابقة




عزيزي القارئ هل أصبت بأحد عوارض "سأتغير" ؟
دعني أخبرك قد تجد نفسك في أحدها

تُمسك كتاباً أو تشاهد برنامجاً أو تقرأ ملحوظة أو تشاهد حادثة أو موقف .. وإلخ
تشعر بشئ في داخلك يدُب ويصرخ "
حررني سأتغير !"
ترفع رأسك للسماء تتكئ على راية النصر تشعر بتلك النسمات تداعبك ..
فأنت الآن في أوج حماسك على قمة جبل سأتغير!


تجمع نفسك من فرط الحماس لترتمي على السرير في ليلة ستستقبل في صباحها التالي ذاتك "الجديدة"

خرج صباح يعلن للعالم ميلادك الجديد .. كما تزعم على الأقل ..
تفتح ستارة غرفتك من باب تغيير الهواء للغرفة
ولتبدأ بذلك بأول خطوات حياتك الجديدة, التي رسمتها بكل عذوبة وانسيابية, متناسياً تعرجات الحياة الواقعية ..

تمُسك الستارة بعيننا متلألئة وتسحبها بقوة نظراً لنشاطك المفرط
لتودع أنفك اللطيف الذي صرعته أكوام الأتربة .. تبتسم ولازلت محافظ ع عيناك المتلألئة واستجمعت بقايا أنفك
لابأس بقيت النافذة لتستنشق من خلالها عبير الصباح الجميل ..
فتح لطيف للنافذة .. يااه منظر مؤثر عشرة عمال أمام النافذة وذلك لأعمال البناء المجاورة للمنزل !

تغلق النافذة والستارة ولازلت مبتسماً "إنها الحياة بعض العثرات" ولاننسى العينان المتلألئة النصف مفتوحة ..

تجهز وتمضي للجامعة الجميلة, تنزل من السيارة "فلان أسعدك ربي في الدارين شكراً لتوصيلك .. دائماً ممتنة لك"
أغلقت الباب بكل هدوء ولطف ومضت ومضت والسيارة في مكانها لم تتحرك!
وبعينان متلألئة تلتفت للسيارة "من شدة السعادة نسي كيف يحرك السيارة"
والواقع الفاجعة لها دور كبير في الحياة .. فكان يشاهد ارتطام باب سيارته العزيزة يومياً ووداع بنبرة مرعبة

بخطوات هادئة تقترب من البوابة وهي تفرك يديها متحمسة
صوت رجل "وقفي! أنتِ! يابنت!!" تلتف بكل لطف مودعها ذاتها الشريرة المرعبة سابقاً
وضع العصا أمامها لاتستطيع العبور .. "إلى أين أنتِ ذاهبة"
ببساطة فرك يديها المتحمس أعطى انطباع مميز بنية شريرة قادمة ..
أشارت إلى الجامعة, فصرخ "تكلمي!" ..
ما كان منها إلا نزلت أسفل العصا وبنبرة حادة "الجامعة أمامي بربك أين سأذهب!!!!"
صمت وولى مرعوباً ..
وهي تتنهد معزية لنفسها "لابأس البداية صعبة, وكسرنا بعض القوانين لكن ستجبر"

تدخل الجامعة تمشي في ممراتها الوعرة عفواً المُريحة ..
لتلتقي عيناه بأحد المارات مصادفة, ابتسمت لتكشر تلك بأنيابها, بكشرة "تنسيك حليب أمك"!
جمعت من تبقى من حطام وجهها في الممّر وأكملت سيرها بـ"ربما كانت محرجة أو متفاجئة"
وعدد هائل من الورود المنبثقة حولها كما تتخيل ..

عادت للمنزل, ودخلت بكل هدوء دون أن "تصفق" بالباب ليهتز المنزل بأكمله ..
وصعدت بوقار وصافحت الجميع وجلست بهدوء ..
نظرات مليئة بالريبة من الجميع
"امممم فلانة صاير لك شي في الجامعة؟ أنتِ طيبة؟"
تبتسم بإبتسامة تنسجم مع هدوئها "أنا بخير الحمدلله"

حل المساء جلست بجانب أخيها لتكمل خطتها وتعدل علاقتها, وابتسمت له "فلان أتعلم أنت شخص رائع"
قفز عشرة أمتار إلى الخلف وهو ممسك بجيبه "معليييش! العلك الي بجيبي ماجبت إلا حبة ماأقدر أعطيك"
تشعر بغيوم الإحباط تحلق فوق رأسها تسحب نفسها وهي تترنح!
"
يالهُ من يوم سأتغير !!!"

مايستفاد:

1. لاتنتظر من الآخرين تقبل تغيرك وتغير نظرتهم عنك, فمن أبسط حقوقهم أن يروا بأنفسهم ليحكموا وأن يستغرقوا وقتاً لغسل صورة الماضي أو لنقل طيها جانباً.
2. لاترسم تغييرات لاتناسب بيئتك أو فوق طاقتك مبالغ بها.
3. ارسم تغييراتك بهدوء وروية حتى لاتتراكم وتضغط نفسك وقد تنتكس من فقد الأمل.
4. التغيير أنواع خُلقي ديني أو شخصي .. رتبها بالأولوية ..
5. لا تقف على قمة سأتغير بل ابدأ من أول حجر من الجبل لتنظر بواقعية.
6. ستتعرض لكثير من الصعوبات فقط اتكل على الله وكن أقوى منها!